بالفيديو | بائع متجول يلهم السليمانية ويثير حماسة زبائنه بـ"مقامات حية"

لا يكلف معظم البائعين المتجولين أنفسهم عناء الغناء، إذ يكتفي بعضهم بالصراخ المباشر أو المسجل سلفاً بواسطة مكبرات الصوت.

أربيل (كوردستان 24)- في الوقت الراهن، لا يكلف معظم البائعين المتجولين أنفسهم عناء الغناء، إذ يكتفي بعضهم بالصراخ المباشر أو المسجل سلفاً بواسطة مكبرات الصوت التي عادة ما تربط بالعربات أو السيارات وهي تتجول بين الأزقة مما يفاقم الضوضاء والضجة.

بيد أن شيروان الشاب، الذي يقدم لزبائنه الباقلاء (الفول) الساخنة، نجح في تحويل ما ينفر الناس إلى مصدر جذب من خلال صوته المميز.

ويتجول شيروان من زقاق إلى آخر في السليمانية وهو يطرب زبائنه وسكان الأحياء الشعبية بأطوار من المقامات التي اندثرت في هذه الأيام.

ومنذ أن بدأ يعرض لزبائنه الباقلاء الساخنة، التي يقبل عليها الكورد عادة في موسم البرد، لجأ شيروان إلى إثارة حماسة الناس ولفت انتباههم بصوته وطريقة غنائه.

ولا يستعين الشاب، الذي يعمل في هذا المجال منذ 12 عاماً، سوى باللحن ليضع بدل كلمات المقام الأصلية عبارات مثل "باقلاء شهية حارة.. تعال واشتري".

ويقول شيروان لكوردستان 24 "اقسم لكم بأني لا أعرف شيئاً عن أطوار المقامات، غير أن الناس يحبون الاستماع إليّ في كل الأوقات".

وقال "يقول الناس لي: ´إن صوتك جميل´".

وعادة ما يهرع الناس، وخصوصاً الأطفال، إلى عربة شيروان لشراء الباقلاء، ثم يتداعى عليه كثيرون شيئاً فشيئاً على وقع المقامات.

وقال آزاد إبراهيم، وهو رجل ستيني، لكوردستان 24 "هذا الشيء جميل جداً، وما أن يسمع الأطفال صوت كاك شيروان يتراكضون عليه لشراء الباقلاء".

ويبدو أن صوت شيروان وطريقته في البيع، تجذب الناس أكثر من انجذابهم للباقلاء. لكن كثيرين يقولون إن مذاقها يختلف كلياً عما تصنعه أيديهم.

ومن النادر جداً رؤية بائعين متجولين يؤدون مقامات مثل ما يفعل شيروان، فهم في الغالب يستخدمون الإيقاعات الموسيقية للفت انتباه الزبائن.

ويفضل سكان محليون أن تتحول طريقة شيروان في البيع إلى تقليد يعتمده من يعلن عن بضائعه باستخدام مكبرات الصوت والصراخ.

من ديار جمال